[center]بسم الله الرحمن الرحيم
[b][font=times new roman][size="5"]يرسم الإسلام للمسلم الآداب السديدة ويذكر له التعاليم الرشيدة التي تجعله إذا سار عليها يسعد في نفسه ويسعد من حوله بل وينال السعادة يوم لقاء الله وكذا تجنّبه المشاكل والأعراض والأمراض التي من يلقى بطريق الله جانبا سر قول الله {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} طه124
والآداب الإسلامية التي ينبغي أن يلاحظها المسلم حين يدعو غيره إلى مائدته ما يلي :
أن يدعو لضيافة الأتقياء دون الفسّاق والفجرة لقول النبي صلى الله عليه وسلم {لا تُصَاحِبْ إِلا مُؤْمِنًا وَلا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلا تَقِيٌّ}[1]
ألاّ يخص بضيافته الأغنياء دون الفقراء لقوله صلى الله عليه وسلم {شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ يُدْعَى إِلَيْهَا الأَغْنِيَاءُ وَيُتْرَكُ الْفُقَرَاءُ}[2]
أن لا يقصد بضيافته التفاخر والمباهاة بل يقصد بها وجه الله والاستنان بالنبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء من قبله كإبراهيم عليه السلام كما ينوى بها إدخال السرور على إخوانه المؤمنين فقد قال صلى الله عليه وسلم {مَنْ صَادَفَ مِنْ أَخِيهِ شَهْوَةً غُفِرَ لَهُ وَمَنْ سَرَّ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ فَقَدْ سَرَّ اللَّهَ تَعَالَى}[3]
ينبغي أن لا يهمل أقاربه وجيرانه في ضيافته فإن إهمالهم إيحاش وقطع رحم وكذلك يراعى الترتيب في أصدقائه ومعارفه فإن في تخصيص البعض إيحاشاً لقلوب الباقين إلا إذا كان هناك ضرورة تستدعى ذلك
لا يدعو إليها من يعلم أنه يشقّ عليه الحضور لبعد المسافة أو كثرة المشاغل أو غيره وكذلك لا يدعو من يتأذى ببعض الإخوان الحاضرين أو يتأذى به بعض الحاضرين
ولإجابة الدعوة في كتب السنة آداب كثيرة نكتفي منها بما يلي :
أن يجيب الدعوة ولا يتأخر عنها إلا لعذر ضروري كأن يخشى حدوث ضرر له في دينه أو بدنه لقوله صلى الله عليه وسلم {مَنْ دُعِيَ فَلْيُجِبْ}[4]
وقوله صلى الله عليه وسلم {لَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ أَوْ ذِرَاعٍ لأَجَبْتُ وَلَوْ أُهْدَى إِلَيَّ كُرَاعٌ أَوْ ذِرَاعٌ لَقَبِلْتُ}[5]
فالإجابة سنة مؤكدة وقد قيل بوجوبها في بعض المواضع
أن لا يميز في الإجابة بين الفقير والغنى لأن في عدم إجابة الفقير كسرا لخاطره كما أن في ذلك نوع من الكبر والكبر ممقوت في الإسلام بالإضافة إلى أن ذلك خلاف السنة فقد ورد عنه صلى اله عليه وسلم أنه {أَنَّهُ كَانَ يُجِيبُ دَعْوَةَ الْعَبْدِ و دَعْوَةَ المسكين}[6]
ومما روى في ذلك أن الحسن بن على رضي الله عنهما مرّ بقوم من المساكين الذين يسألون الناس على قارعة الطريق وقد نشروا كسرا على الأرض وهم يأكلون وهو على بغلته فسلّم عليهم فقالوا له هلمّ إلى الغداء يا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسم فقال : نعم وإن الله لا يحب المستكبرين فنزل وقعد معهم على الأرض وأكل ثم سلّم عليهم وركب وقال قد أجبتكم فأجيبوني قالوا نعم فوعدهم وقتا معلوما فحضروا فقدّم إليهم فاخر الطعام وجلس يأكل معهم
ليس من السنة إجابة من يستثقل الإطعام وإنما يفعل ذلك مباهاة أو تكلفا لما رواه ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم {نهي عن طعام المُتَبَارِيْنَ}[7] والمتبارين أي المتعرّضان بفعلهما للمباهاة والرياء
أن لا يفرق في الإجابة بين بعيد المسافة وقريبها فإن وجّهت إليه دعوتان أجاب السابقة منهما واعتذر للآخر إلا إذا جاءتا في وقت واحد فيجيب أقربهما إليه لحق الجوار إن كانا سواء وإلا بدأ بالأقرب لحق القرابة
أن لا يمتنع لكونه صائما بل يحضر فإن كان صاحبه يسرّ بأكله أفطر وليحتسب في إفطاره بنية إدخال السرور على قلب أخيه ما يحتسب في الصوم وأفضل وذلك في صوم التطوع وإلا دعا لهم بخير لقول الرسول صلى الله عليه وسلم
{إِذَا دُعِىَ أَحَدُكُمْ فَلْيُجِبْ فَإِنْ كَانَ صَائِماً فَلْيُصِلِّ وَإِنْ كَانَ مُفْطِراً فَلْيَطْعَمْ}[8]
وقوله صلى الله عليه وسلم لمن امتنع بعذر الصوم {تَكَلَّفَ لَك أَخُوك وَصَنَعَ ثُمَّ تَقُولُ إنِّي صَائِمٌ كُلْ وَصُمْ يَوْمًا مَكَانَهُ }[9]
أن يمتنع من الإجابة إن كان الطعام طعام شبهة أو يقام في الموضع منكر كشرب الخمر أو أغاني خليعة أو رقص أو استماع للغيبة والنميمة والزور والبهتان والكذب فكل ذلك مما يمنع الإجابة واستحبابها أو مبتدعا أو فاسقا أو شريرا أو متكلّفا طلبا للمباهاة والفخر
أن لا يقصد بالإجابة قضاء شهوة البطن فيكون عاملا في أبواب الدنيا بل يحسّن نيته ليصير بالإجابة عاملا للآخرة وذلك بأن تكون نيته الاقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله {لَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ أَوْ ذِرَاعٍ لأَجَبْتُ}[10]
والحذر من معصية الله لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم {مَنْ لَمْ يُجِبِ الدَّعْوَةَ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ}[11]
وينوى إكرام أخيه المؤمن وإدخال السرور على قلبه امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم {مَنْ أَكْرَمَ أَخَاهُ فَإِنَّمَا يُكْرِمُ اللَّهَ}[12] [/size]
[size="3"][1] رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن حّيان عن أبى سعيد [2] متفق عليه من حديث أبى هريرة رضي الله عنه [3] رواه البزار والطبراني من حديث أبى الدرداء رضي الله عنه [4] رواه مسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه [5] رواه البخاري من حديث أبى هريرة رضي الله عنه [6] رواه الترمذي وابن ماجه من حديث أنس رضي الله عنه [7] رواه أبو داود من حديث ابن عباس رضي الله عنه [8] رواه مسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه [9] رواه البيهقي من حديث أبى سعيد الخدرى والدارقطنى من حديث جابر رضي الله عنه [10] رواه البخاري من حديث أبى هريرة رضي الله عنه [11] متفق عليه من حديث أبى هريرة رضي الله عنه [12] رواه الأصفهاني في الترغيب والترهيب من حديث جابر رضي الله عنه [/size]
[b][font=times new roman][size="5"]يرسم الإسلام للمسلم الآداب السديدة ويذكر له التعاليم الرشيدة التي تجعله إذا سار عليها يسعد في نفسه ويسعد من حوله بل وينال السعادة يوم لقاء الله وكذا تجنّبه المشاكل والأعراض والأمراض التي من يلقى بطريق الله جانبا سر قول الله {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} طه124
والآداب الإسلامية التي ينبغي أن يلاحظها المسلم حين يدعو غيره إلى مائدته ما يلي :
أن يدعو لضيافة الأتقياء دون الفسّاق والفجرة لقول النبي صلى الله عليه وسلم {لا تُصَاحِبْ إِلا مُؤْمِنًا وَلا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلا تَقِيٌّ}[1]
ألاّ يخص بضيافته الأغنياء دون الفقراء لقوله صلى الله عليه وسلم {شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ يُدْعَى إِلَيْهَا الأَغْنِيَاءُ وَيُتْرَكُ الْفُقَرَاءُ}[2]
أن لا يقصد بضيافته التفاخر والمباهاة بل يقصد بها وجه الله والاستنان بالنبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء من قبله كإبراهيم عليه السلام كما ينوى بها إدخال السرور على إخوانه المؤمنين فقد قال صلى الله عليه وسلم {مَنْ صَادَفَ مِنْ أَخِيهِ شَهْوَةً غُفِرَ لَهُ وَمَنْ سَرَّ أَخَاهُ الْمُؤْمِنَ فَقَدْ سَرَّ اللَّهَ تَعَالَى}[3]
ينبغي أن لا يهمل أقاربه وجيرانه في ضيافته فإن إهمالهم إيحاش وقطع رحم وكذلك يراعى الترتيب في أصدقائه ومعارفه فإن في تخصيص البعض إيحاشاً لقلوب الباقين إلا إذا كان هناك ضرورة تستدعى ذلك
لا يدعو إليها من يعلم أنه يشقّ عليه الحضور لبعد المسافة أو كثرة المشاغل أو غيره وكذلك لا يدعو من يتأذى ببعض الإخوان الحاضرين أو يتأذى به بعض الحاضرين
ولإجابة الدعوة في كتب السنة آداب كثيرة نكتفي منها بما يلي :
أن يجيب الدعوة ولا يتأخر عنها إلا لعذر ضروري كأن يخشى حدوث ضرر له في دينه أو بدنه لقوله صلى الله عليه وسلم {مَنْ دُعِيَ فَلْيُجِبْ}[4]
وقوله صلى الله عليه وسلم {لَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ أَوْ ذِرَاعٍ لأَجَبْتُ وَلَوْ أُهْدَى إِلَيَّ كُرَاعٌ أَوْ ذِرَاعٌ لَقَبِلْتُ}[5]
فالإجابة سنة مؤكدة وقد قيل بوجوبها في بعض المواضع
أن لا يميز في الإجابة بين الفقير والغنى لأن في عدم إجابة الفقير كسرا لخاطره كما أن في ذلك نوع من الكبر والكبر ممقوت في الإسلام بالإضافة إلى أن ذلك خلاف السنة فقد ورد عنه صلى اله عليه وسلم أنه {أَنَّهُ كَانَ يُجِيبُ دَعْوَةَ الْعَبْدِ و دَعْوَةَ المسكين}[6]
ومما روى في ذلك أن الحسن بن على رضي الله عنهما مرّ بقوم من المساكين الذين يسألون الناس على قارعة الطريق وقد نشروا كسرا على الأرض وهم يأكلون وهو على بغلته فسلّم عليهم فقالوا له هلمّ إلى الغداء يا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسم فقال : نعم وإن الله لا يحب المستكبرين فنزل وقعد معهم على الأرض وأكل ثم سلّم عليهم وركب وقال قد أجبتكم فأجيبوني قالوا نعم فوعدهم وقتا معلوما فحضروا فقدّم إليهم فاخر الطعام وجلس يأكل معهم
ليس من السنة إجابة من يستثقل الإطعام وإنما يفعل ذلك مباهاة أو تكلفا لما رواه ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم {نهي عن طعام المُتَبَارِيْنَ}[7] والمتبارين أي المتعرّضان بفعلهما للمباهاة والرياء
أن لا يفرق في الإجابة بين بعيد المسافة وقريبها فإن وجّهت إليه دعوتان أجاب السابقة منهما واعتذر للآخر إلا إذا جاءتا في وقت واحد فيجيب أقربهما إليه لحق الجوار إن كانا سواء وإلا بدأ بالأقرب لحق القرابة
أن لا يمتنع لكونه صائما بل يحضر فإن كان صاحبه يسرّ بأكله أفطر وليحتسب في إفطاره بنية إدخال السرور على قلب أخيه ما يحتسب في الصوم وأفضل وذلك في صوم التطوع وإلا دعا لهم بخير لقول الرسول صلى الله عليه وسلم
{إِذَا دُعِىَ أَحَدُكُمْ فَلْيُجِبْ فَإِنْ كَانَ صَائِماً فَلْيُصِلِّ وَإِنْ كَانَ مُفْطِراً فَلْيَطْعَمْ}[8]
وقوله صلى الله عليه وسلم لمن امتنع بعذر الصوم {تَكَلَّفَ لَك أَخُوك وَصَنَعَ ثُمَّ تَقُولُ إنِّي صَائِمٌ كُلْ وَصُمْ يَوْمًا مَكَانَهُ }[9]
أن يمتنع من الإجابة إن كان الطعام طعام شبهة أو يقام في الموضع منكر كشرب الخمر أو أغاني خليعة أو رقص أو استماع للغيبة والنميمة والزور والبهتان والكذب فكل ذلك مما يمنع الإجابة واستحبابها أو مبتدعا أو فاسقا أو شريرا أو متكلّفا طلبا للمباهاة والفخر
أن لا يقصد بالإجابة قضاء شهوة البطن فيكون عاملا في أبواب الدنيا بل يحسّن نيته ليصير بالإجابة عاملا للآخرة وذلك بأن تكون نيته الاقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله {لَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ أَوْ ذِرَاعٍ لأَجَبْتُ}[10]
والحذر من معصية الله لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم {مَنْ لَمْ يُجِبِ الدَّعْوَةَ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ}[11]
وينوى إكرام أخيه المؤمن وإدخال السرور على قلبه امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم {مَنْ أَكْرَمَ أَخَاهُ فَإِنَّمَا يُكْرِمُ اللَّهَ}[12] [/size]
[size="3"][1] رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن حّيان عن أبى سعيد [2] متفق عليه من حديث أبى هريرة رضي الله عنه [3] رواه البزار والطبراني من حديث أبى الدرداء رضي الله عنه [4] رواه مسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه [5] رواه البخاري من حديث أبى هريرة رضي الله عنه [6] رواه الترمذي وابن ماجه من حديث أنس رضي الله عنه [7] رواه أبو داود من حديث ابن عباس رضي الله عنه [8] رواه مسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه [9] رواه البيهقي من حديث أبى سعيد الخدرى والدارقطنى من حديث جابر رضي الله عنه [10] رواه البخاري من حديث أبى هريرة رضي الله عنه [11] متفق عليه من حديث أبى هريرة رضي الله عنه [12] رواه الأصفهاني في الترغيب والترهيب من حديث جابر رضي الله عنه [/size]